عن دار ملامح للنشر والتوزيع صدر «مراحل الإدراك والقدرات التحليلية مِن التفكير إلى التطبيق»، لفالح شبيب العجمي في 291 صفحة من القطع العادي، ويتكون من خمسة عناوين رئيسة، هي:
1- منظومة الاستقبال والتحليل والتفاعل، 2- المشاعر والأحاسيس، 3- الدوافع والأخلاقيات والصراعات، 4- جدلية السعادة والمعاناة، 5- تحقق السعادة وتطبيقاتها. ويندرج تحت كل عنوان رئيس مجموعة من العناوين الفرعية.
من الصعوبة تحديد حقل دقيق معيّن لا يعالجه موضوع الكتاب، لكنه بوجه عام يُسلك ضمن “الإدراكيّات” (cognitive sciences)، وهو حقل متداخل الاختصاصات ترفده الدراسات البيولوجية، والعصبية، والنفسية، والفلسفية، والذكاء الاصطناعي.
تسعى هذه المراجعة؛ لتقديم إضاءة سريعة وكاشفة عن هذا الكتاب.
تحت العنوان الأوّل: منظومة الاستقبال والتحليل والتفاعل التي تعنى بجدلية العقل والدماغ وهي جدلية شغلت قدرًا من البحث الفلسفي قديمًا وحديثًا ليخصّ المؤلف ديكارت بوقفة في حدود الصفحتين تقريبًا، ويناقش المؤلف من بعدُ عددًا من القضايا أوّلها: مراحل الإدراك -الذي يدخل في العنوان الرئيسي للكتاب- وتتمثّل تلك المراحل في: إدراك الحركة، وإدراك المكان، ثمّ التوازن والملاءمة بين المدرَكات، ويسلك التحليل أحد طريقين: الأوّل قصير سريع مخصص للتحليل السريع حيث الحاجة إلى إصدار قرارات طارئة عاجلة، ومساره من الحواسّ إلى الفصّ الدماغي الأمامي فالمهاد فاللوزة الدماغية فالحبل الشوكي. أمَّا الثاني فطويل بطيء على أن يسلك ذات المسار الذي سلكه الأوّل إلا أنه بعد المهاد يتجه إلى مركز الحواسّ بحسب المدرك المفحوص؛ فإن كان مشاهَدًا اتجه إلى القشرة الإبصارية، وإن كان مسموعًا اتجه إلى القشرة السمعية، وهكذا… ثمّ ينتقل إلى اللوزة الدماغية، والشارات العصبية بطبيعة الحال تنتقل عبر الدوبامين والسيروتونين، والأدرينالين.
وتبرز مسألة الوعي واللاوعي في هذا الإطار حيث تُستدعى أفكار فرويد عن اللاوعي، التي تبدو مُدعمة في دراساتٍ حديثة قارنت بين أدمغة الأطفال والبالغين، فالطفل لديه قدرة “رؤية الأصوات”، و”سماع الألوان”.. وقد تستمر هذه القدرة إلى مرحلة الرُّشد فيما يُعرف بـ “التداعي الاعتباطي”synaesthesia [1] ويتصل بالأمر الذاكرة الواعية وغير الواعية؛ حيث لا تبدو عناصر الذاكرة أمرًا ثابتًا بل عرضة للتعديل المستمر، ويكفي لإبراز أهمية إعادة مناقشة اللاوعي أن عالَم الأعصاب إريك كاندل يرى أن ما بين 80% إلى 90% من سلوكياتنا هي من وحي اللاوعي! وربما لهذا الأمر أو لغيره قدّم المؤلف الحديث عن اللاوعي قبل الوعي، مع الترتيب المنطقي كان يقتضي عن الوعي أوّلاً ثمّ الحديث عن (منفيّه)، على أن ما يدعم وجهة نظر المؤلف أيضًا في تقديم اللاوعي أنه سابق أنطولوجيا عِلة الوعي، فما الوعي إلا فرض قيود على أمر موجود سلفًا وهو اللاوعي، أو قل هو – أيّ الوعي- محاولة استبصار ببعض ما يتيحه اللاوعي؛ فهو السابق والأوسع.
ويمكن أن يقاس الأمر على ما يُعرف في الصوتيات بالتصفية الانتباهية، حيث يتمتع الطفل من الشهر السادس إلى الشهر الثاني عشر بقدرة تمييزية لكافة الأصوات البشرية، وتنحسر هذه القدرة تدريجيًا، ومهما يكن الأمر فسيكون ثَم تماهٍ من نوع ما بين اللاوعي والوعي، فقد يجعل بعضهم (الأحلام) مما يتصل بالوعي، ويمكن أن ينسحب الأمر كذلك على (الوهم) حيث تكون فطنتنا له وعيًا على حين أنّ غفلتنا عنه لاوعي! بل يذهب بعضهم أن الوعي لا يتعلّق أساسًا بالدماغ، بل هو مجرد “مجموعة خطوات تمثّل إنجازًا إدراكيًا” (مراحل الإدراك: 28).
ويشير المؤلف إلى أربعة جوانب مندمجة في الوعي: الجانب المنظور العقل الواعي الفردي، والجانب السلوكي، والجانب الدماغي، والجانب (الجيني) عبر البحث في تطورات النوع البشري. وتحت عنصر الوعي يناقش المؤلف إجراءات التعرف والقرارات الواعية، وعوامل الوعي، نشأة الأفكار، والإرادة الحرّة.
وضمن الحمولات الثقافية والوهم تبرز فكرة تبنّي زراعة الإبداع عند البشر كافة بوصفه مُعطى ثقافيًا لا موروثًا جينيًا، وفي إطار الحمولات الثقافية يجري الحديث عن الثقافة المجتمعية ودورها في انسراب الوهم بالإضافة إلى عاملين آخرين هما السِمات النفسية للمرء بما ذلك الصحة والاعتلال الذهني، والخداع البصري.
ويبدو القرن الحادي والعشرون بيئة جيدة للوعي المستقبلي الجديد المستند إلى إمكانات التقنية والذكاء الاصطناعي الذي يبدو في صورةٍ منافسة لما يعرف في الأدبيات بـ (الإنسان العاقل)، وهنا تتصل المعالجة بالوعي بالبيانات وإنترنت الأشياء حيث يبدو البشر “أدوات لصنع الإنترنت لكل الأشياء التي ربما يمكنها الانتشار من كوكب الأرض لتسود المجرة بكاملها…” (مراحل الإدراك: 55-56).
ويحاول الفصل الثاني (المشاعر والأحاسيس) أن يجيب عن سؤالين مركزيين هما: هل الحبّ من عائلة المشاعر؟ وما الفرق بين المشاعر والأحاسيس؟
عصبيًا هناك مناطق معينة في الدماغ تعنى بمعالجة المشاعر ضمن ما يعرف بالجهاز الحوفي (limbic system)، ويختلف الباحثون في موضعة الحبّ تحديدًا أهو من المشاعر أم من الدوافع؟ ومهما يكن من أمر فإن صور العصبونات التي أخذت لأشخاص سعداء وآخرين تعساء أظهرت اختلافًا واضحًا في نشاط وقوة المراكز المراقبة في الدماغ. ولا يعزب عن البال ما تمثّله العواطف (الاجتماعية) التي ترتبط ببيئة التنشئة والعيش.
ناقش الفصل الثالث الدوافع والأخلاقيات والصرعات أثار أسئلة من قبيل: “ماذا تعني الأخلاق؟ وما وظيفتها للأفراد والمجتمعات؟ وكيف نشأت لدى الإنسان، وفي أيّ مراحل تطوراته؟” (مراحل الإدراك: 87)، ومسألة الحديث عن الأخلاق متصلة بالوعي والعمليات العقلية؛ فهناك اتجاهات منذ العصور القديمة للنظر في هذا الجانب الذي كما يتصل بالجوانب العقلية والوعي فإنه يتصل كذلك بالتجمعات البشرية المختلفة وطريقة إدارتها لحياتها وتنظيمها، ومن ثمّ برزت تلك الاتجاهات المنظمة للمسألة الأخلاقية على الصعيدين الديني والفلسفي.
وفي هذا الإطار يُثار سؤال: هل هناك أخلاق كونية؟ يبدو أن الجواب يرتبط بالاتجاه الذي يفسر مسألة الأخلاق! وفي الأدبيات الفلسفية الغربية اتجاهان كبيران، أحدهما يربط المسألة الأخلاقية بالمنحى الأنثروبولوجي، والآخر اتجاه عقلي، وفي هذا الاتجاه سيكون الحديث عن أخلاق كونية مشروعًا إذا سلّمنا بوجود عقل كوني. على أنّ الواقع يقول إن ثمَّة نسبية معينة في سُلّم الأخلاق على أقل تقدير، وأن هناك تصنيفًا للفضائل، وأنّ أمرًا ما يُعدّ فضيلة في ثقافة معينة لا يعد فضيلة في ثقافةٍ أخرى! وقد نجد اتفاقًا بين الثقافات على تمجيد قيم الخير والحق والجمال، لكننا بالمقابل سنجد اختلافًا أشد في طريقة تفسير الثقافات لما يندرج ضمن هذه القيم وما لا يندرج!
وقد خُصص القسم الأخير من الكتاب للسعادة وتطبيقاتها في عنوانين متتاليين: جدلية السعادة والمعاناة، وتحقق السعادة وتطبيقاتها، وذلك من ص 128 إلى ص 270، ما يعني أنّ هذه الثيمة شغلت أكثر من نصف الكتاب! وربما من أجل هذا كان الغلاف الأخير للكتاب مقتبسًا من القسم على وجه التحديد.
ولارتباط هذا القسم بكتابٍ يتحدث عن (مراحل الإدراك) ما يسوّغه؛ فالسعادة تُطرح في الكتاب بحكم ارتباطها بالوعي؛ ذلك أن دراسات الدماغ صارت اليوم هي الضابط لما يُعرف بأبحاث علم السعادة، ومن ثمّ فإن من استطاع أن ينظّم وعيه (باعتبار المسألة أمرًا إراديًّا) بشكلٍ جيد استطاع أن يتحلَّى بالسعادة المنشودة.
ويبرز في هذا الجانب سؤال مهم: هل السعادة أمر جينيّ أو أمر مكتسب؟ ويبدو أن الأبحاث إلى حينه تميل إلى أن للسعادة ثلاثة مصادر: مصدر بيئيّ، ومصدر ثقافيّ، ومصدر جينيّ، على أنّ نسب التأثير ليست متساوية؛ ذلك أنّ المصدر الجينيّ يصل إلى نسبة 50%، وأما المصدران الآخران فلا يتجاوزان معًا حاجز الـ 10%، ويتبقى ما نسبته 40% متوقّفًا على المرء ذاته، وطريقة إدارته لوعيه. ومن ثمّ تعاود الاتجاهات العلمية النظر في مسألة السعادة، سواء كانت دراسات ثقافية وأنثروبولوجية، أم دراسات عصبية وبيولوجية، أم دراسات نفسية.
لقد عاد المؤلف إلى مصادر علمية وفلسفية متنوعة بلغت 110 مرجعًا باللغة العربية واللغات الأجنبية بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية، وهي مراجع منوعة في علم الأعصاب والبيولوجيا، والفلسفة، والفكر، وعلم النفس، والأنثروبولوجيا، واللغة، والثقافة …وقد استغرق عنوان جدلية السعادة والمعاناة العودة إلى حوالي ستين مرجعًا من مُجمل مراجع الكتاب، وقد تنوعت بدورها بين الفلسفة والثقافة والأنثروبولوجيا وعلم النفس وعلم الأعصاب.
تعليقات ختامية
يقع هذا الكتاب ضمن مشروع يعمل عليه المؤلف، ويستهدف “الوعي” بكل ملابساته الفلسفية والعصبية، وقد سبق هذا الكتاب مجموعة من الكتب والمقالات منها على سبيل المثال: «ما تحت القشرة»، «الثقافيم»، «جدل الحداثات»، «خطاب السعادة: المصادر والآليات».
يلاحظ أنّ الكتاب دخل بشكلٍ مباشر إلى الإدراك والوعي دون محاولة التفريق بينهما وبين ملابساتهما: الشعور، الانتباه، الفهم … الأمر الذي يطرح سؤالاً مثل: هل نحن نتحدث عن الشيء ذاته أو عن أمور مختلفة؟ على أن الأمر ذاته سنجده عند آخرين مِمن اهتم بدراسة هذا المنحى، من أمثال تشارشلاند، وهي ذات أعمال مؤسّسة فيما عرف بالفلسفة العصبية؛ ففي كتابها (Brain-Wise) عقدت مبحثًا للوعي (صص 127- 170)، وتحدثت عن عدد من القضايا المتصلة بالوعي دون أن تعرّف الوعي نفسه! على أنها قالت في مطلع المبحث: “ربما ينبغي لنا أن نتوقف هنا ونحدد مصطلحاتنا بدقة قبل أن نمضي قُدمًا في بناء النظريات واختبارها” (Churchland 2002, 129)، بل نجد تكرارًا في ذلك المبحث لمصطلحات ملابسة مثل: cognitive , awareness, Consciousness، وتذكر أنّ (الوعي) في الاستخدام اليومي العادي يشير إلى أمورٍ مختلفة كنقيض للغيبوبة، أو للنوم العميق، أو إدراك المشاعر … (Churchland: 2002, 129 )، وهي تشير في مكانٍ آخر (Churchland 2002: 129)، أن المصطلحات قد تتغير في نطاق تطبيقها عند حصول اكتشافات جديدة.
والواقع أننا سنجد تداخلاً كبيرًا حتى فيما كان يعد قبلا متقابلات مثل الوعي واللاوعي، فأين يبدأ أحدهما، وأين يتوقف الآخر؟ وإذا كان الدماغ ينتج حتى أثناء النوم أنشطة عقلية فقد يبدو الفصل بين الوعي واللاوعي اعتباطيًّا، وسيمتد هذا التداخل ليشمل الوعي عند الثدييات على وجه العموم فضلاعن الإنسان فهي كائنات تحلم وقد تُمثّل أحلامها، ومن ثمّ فقد احتفظت الفلسفة لنفسها بمكان حتى في الأبحاث العصبية المتصلة بالوعي، بما أنها ستقوم بالتركيب النهائي لعمليات الكثافة الكهربائية أو العمليات الكيمياوية التي تقيس الوعي، على أن هناك إشكال يطرح يتعلق بفهم كيفية إنجاز الشبكة العصبية وظيفتها حتى مع فهم كيفية ارتباط العصبونات ورسم خريطة لكل الترابطات!
وهكذا تدافع تشارشلاند عن الأطروحة الموحّدة للذهن في مقابل الثنائية (الوعي/ اللاوعي)، مستندة إلى أعمال Hillard، و Duncan حول ما يعرف بالوعي الانتقائي، وهناك بطبيعة الحال أعمال أخرى تتمسك بفكرة الثنائية مثل أعمال Eccles (وهو عالِم فيزيولوجيا عصبية حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1964) التي تستند على ما يعرف بزمن استجابة الوعي (وهو فارق زمنيّ يصل حوالي 500 مللي ثانية بين تحفيز قشرة الدماغ والإحساس الواعي)، وهو الأمر الذي لا تجد فيه تشارشلاند دليلاً كافيًا على الثنائية، ومن جهةٍ ثالثة يرى سيبري أنّ لدى الإنسان وعيين متعايشان، وكل فصّ من فصَي الدماغ يمتلك ذهنًا واعيًا.
تدافع تشارشلاند عن أفكارها بمثل قدرة الإنسان/الحيوان على تمثيل أحلامه، وأنه إذا حلم بأنه يضرِب أو يركض أو ما شابه فليس هناك ما يعوق الأمر إلا ما تقوم به حزمة خاصة من الخلايا العصبية تتمركز في جذع الدماغ لتثبيط الإشارات الحركية كشلل مؤقت ، إلا أنه عند تعرض تلك الحزمة العصبونية للتلفّ فستحصل الاستجابة الحركية فعلاً، كما في حالة قط Jou Vet، وكما في حالات بعض كبار السِّن المصابين بالخرف (Churchland2013: 77-78)، على أن هذا الأمر لا يتصل بحالات المشي أثناء النوم وهي حالة بين اليقظة والنوم لا يصحبها أحلام (Churchlan 2013: 232)، ومع ذلك تعترف تشارشلاند بأنّ الوقت ما زال مبكرًا عن الإجابة عن أسئلةٍ مثل: ما طبيعة الاختلافات بين الحُلم مع النوم العميق واليقظة؟ وبأيّ طريقة تتناقض؟ (Churchland 2013: 232).
وبالجملة تثير تشارشلاند (Churchland 2002: 128) عددًا من الأسئلة من مثل: لماذا لا يؤدي أيّ قدر من محاولة الانتباه إلى الحركات التمعجية في الأمعاء الدقيقة إلى الوعي بها؟ على حين أن الانتباه إلى نبضات قلبي يؤدي إلى الوعي؟ كيف يمكن أن أكون واعيًا بفهم ما تقوله، ولكن ليس لدي وعي بالعمليات الكامنة وراء هذا الفهم؟ ماذا يحدث عندما أتعلّم مهمة مثل ركوب الدراجة بشكلٍ جيد بما فيه الكفاية بحيث لا أحتاج بعد الآن إلى إيلاء الكثير من الاهتمام لتلك المعرفة؟ ماذا يحدث عندما أكون في نومٍ عميق غير مدرك للإشارات الجسدية والسمعية وغيرها من الإشارات التي تستمر في الانتشار عبر الجهاز العصبي؟ ما الذي يشكّل الفرق بين الحالات الواعية والحالات اللاواعية؟ وتجيب بأن ثمَّة اتجاهين: اتجاه براغماتي يؤكد على البحث عن تجارب كاشفة، من خلال محاولة فهم ما يحدث للدماغ في الغيبوبة أو التخدير، وكيف يتغير الوعي بعد أنواع معينة من تلف الدماغ. ومن ثمّ نحاول إحراز تقدّم علمي لمحاولة الإجابة عن الأسئلة المذكورة آنفًا، مع إخضاع جميع الفرضيات للنقد ومقارنة مزايا النظريات المنافسة، واتجاه آخر “غامض” يرى أنّ هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عليها علميًا، بل لا يمكن الإجابة عليها على الإطلاق!
لم يعد الحديث عن المشاعر بما فيها السعادة معزولًا في الحقل الفلسفي أو غيره من الحقول النظرية، فقد بات اليوم أكثر ارتباطًا بالعلم وبخاصة في علوم الأعصاب، ذلك أن التجارب العلمية وتصوير الدماغ أثبتت أن كل نشاط عقلي يوقظ مركزًا حسيًّا عاطفيًا على حد تعبير إدغار موران (موران 2022: 63)، وقد اكتشف أنطونيو داماسيو وجون ديديه فينسون من خلال الأبحاث التي قاما بها عن تصوير الدماغ ” أنه حين يتم تنشيط أحد المراكز المرتبطة بعمل العقل، يتم تنشيط أحد المراكز المرتبطة بعمل العاطفة مباشرة” (موران 2022: 95).
وبفعل اللدونة التي يتمتع بها الدماغ يمكن تنشيط مناطق معينة في الدماغ للحصول على المشاعر المطلوبة، ومنها السعادة بطبيعة الحال؛ ذلك أن اللدونة العصبية تعني: “قدرة الدماغ على تكوين عصبونات جديدة تحت تأثير البيئة والتعلّم” (سابلونيي 2020: 14)، ومن ثمّ يمكن أن نقول إن السعادة صار ينظر إليها من منظورعصبيّ على أنها (مادة) وتتعلّم، ويمكن تعديلها بالتعلّم والتدريب (راجع سابلونيي 2020: 81- 92)
المراجع:
[1] – هكذا، وقد يكون خطأ طباعيًا، وهي بالإنجليزية(synesthesia).