على سُلَّم الطائرة.. لَم أبكِ بعد: عن أزمة تصفية مَن لا ينتمي إلى المجال النفسي | سامي سعد

تستغرق 26 دقائق للقراءة
على سُلَّم الطائرة.. لَم أبكِ بعد: عن أزمة تصفية مَن لا ينتمي إلى المجال النفسي | سامي سعد

«هل يوجد طبيبٌ هنا؟».

هذا النداء الـمُقلِق لكل مُمَارسٍ صحيّ على مَتن طائرةٍ مُحَلِّقة فوق السُحُب، يتفاوت أثره على حسب تخصصاتهم المختلفة واستعدادهم للتعامل مع الحالات الطارئة؛ فطبيب الطوارئ سينهض مِن مقعده ليُباشر الحالة كما لو أنها على سطح الأرض، كذلك طبيب الباطنة، وطبيب الحالات الحرجة. في حين نجد ثقة أصحاب التخصصات الجراحية تعتمد على طبيعة الحالة نفسها؛ هل هناك نزيف؟ هل هناك كسر؟ هل هناك ما يستدعي استخدام مهارتي اليدوية؟

لكن ماذا لو لبَّى نداء المساعدة مُمَارس صحيّ عَرَّفَ نفسه بأنّه «طبيب نفسيّ Psychiatrist»، كيف ستكون ردة فعل رُكّاب الطائرة حينها؟

يمكن لهذا السؤال أن يتحوّل إلى مادةٍ للسخرية مِن طبيعة عمل الطبيب النفسيّ، كما في التصُّورات النمطية التي يَتَبَنَّاها غالبية الناس، لكنّها في ذات الوقت تدفعنا للتساؤل عن سبب تَشَكُّل مثل هذه التصوُّرات في بادئ الأمر (١). نزعم هنا، أنّ المسألة تتمحور حول «المعرفة والمهارة الإكلينيكية»، التي يفترض الناس وجودها عند كل طبيب حسب تخصصه؛ فالطبيب النفسي يمتلك من هذه المعارف والمهارات ما يجعله أقرب ما يكون إلى مُسمَّى «الحكيم»، الذي كان يُطلَق على الأطباء قديمًا، أو هذا ما يفترضه الناس!

قد يسأل أحدهم مُستغربًا، أليس هذا الافتراض صحيحًا؟ فلا يتوقع أحد أن تكون يد جَرّاح القلب غير ثابتة، كما لا يتوقع أحد أن تكون سِمات طبيب النفس ليست سَمحة. إنّه توقع مبنيّ على مأسَّسة التعليم الطبي وطول المشوار في كلياتها؛ فمَن هم خارج المجال الصحيّ، يَرون بأن السنوات السبع التي يقضيها طالب الطب على مقاعد الدراسة، كفيلة بصَقل مهاراته التي تُخوِّله لاستيفاء المعايير المطلوبة لدخول برامج تدريب التخصصات الصحيّة.

لكن ما إن تصطدم الافتراضات المُسبقة بالواقع داخل العيادات النفسية، وما إن تكتشف أن ليس كل مُمَارس طبيّ في هذا المجال يتّصِف بالحكمة والسِمات السَمحة، ولباقة الأسلوب، وحُسن التعامل، حتى يتبادر إلى ذهنك سؤال: «كيف وصلَ هذا الطبيب ليتخصَّص في المجال النفسي؟».

إنّ سؤال «الوصول» يفترض وجود «المعايير»؛ أيّ إن التصوُّر العام لدى غالبية الناس هو خضوع كل الراغبين بالدخول إلى التخصص النفسيّ من الأطباء إلى تصفيةٍ معيارية قائمة على أُسس المهارات والسِمات والاهتمامات اللازمة لممارسة الطِبابة النفسية. لكن الحقيقة المرّة لا وجود لمثل هذه المعايير! فكل ما تحتاجه لتكون طبيبًا نفسيًا -حسب أنظمة مراكز التدريب وهيئاتها-، هو مجموعة الأرقام التي تعكس تحصيلك الأكاديمي لا أكثر!

يمكننا هنا رؤية الإشكال يَلوح في الأفق، إشكال على هيئة بوابةٍ عريضة مفتوحة على مصراعيها تسمح بمرور العديد مِمَن هم ليسوا على القدَر المطلوب من اللياقة النفسية والسلوكية والفكرية للتعامل مع معاناة الأنفس.

مَن هو الطبيب النفسي؟

قبل الخوض في تفاصيل هذا الإشكال المتَعَلِّق بحاجتنا إلى معايير التصفية، دعونا أولًا نحدد مَن هو «الطبيب النفسي»؟ فبمجرد ما تتضح لنا معالمه -سِماته وطبيعة عمله-، سنتمكّن من الاتفاق على المعايير التي نريد قياسها؛ كي تتحقَّق فروض الكفاية من أركان هذا التخصّص.

إذن، لنبدأ باختيار المُجيب على السؤال، هل يصحّ أن يُجيب الطبيب النفسيّ عليه؟ لا نعتقد ذلك؛ لأنّ إجابته ستكون منطلقة من رؤيته لنفسه في المرآة (٢)؛ ما يضعنا أمام العديد من الإجابات المتفاوتة التي لن تخدم هدفنا هنا. فأهل المجال وعبر السنوات لم يُجمِعوا بعد على تعريفٍ محدد لِما يعنيه أن تكون «طبيبًا نفسيًا»؛ فالمفهوم ذاته، يتسمّ بديناميكيةٍ عالية التنوع كتلك التي تحكم المجال النفسيّ كله.

في هذه الحالة، يكون التنوع في ذاته هو النقطة المشتركة التي يمكن الإجماع على أهميتها حين نتحدث عن عمل الطبيب النفسيّ وطبيعة ممارساته. فـ«منظمة الطب النفسي الأمريكية» تصفه بأنّه مَن يقدر على تقديم (العلاج النفسي الكلامي)، و (التدخلات النفسية الاجتماعية)، فوق معرفته بالعلاج الدوائي التي هي أساس تعليمه في الكليّات الطبية (٣)، وتذهب «الكليّة المَلكية الأسترالية والنيوزلندية للطب النفسي» إلى أبعد من ذلك في تعريفها، حيث تصفه بأنّه مَن (يرى المريض بمُجمَله)، كما أنّه لا يكتفي بتقديم العلاجات الدوائيّة (٤).

فإنّ كانت التعاريف تحمل هذا الكمّ من التنوع في تسمية المهارات والسِمات والتدخلات العلاجية التي يُفترض على الطبيب تَمَرُّسها، كيف يُمكن حصر معايير قبول برامج التدريب على الجانب الطبي-الدوائي فقط! ألم نقل أنّ الطبيب النفسيّ هو مَن يقدر على تقديم أكثر من مجرد وصفةٍ دوائية؟ إذن، لماذا حين نأتي لقبول جيلٍ جديد من الأطباء نعاملهم وكأنهم مُجرد كُتّاب لهذه الوصفات؟ ماذا عن شخصياتهم وفضولهم وعقلياتهم وتجاربهم؟ هل هي عوامل مُهمَّشة؟ وهل يُعقل تهميشها مع معرفتنا بأهميتها في ظلّ خصوصية ممارسة الطب النفسيّ؟

في هذا الصدد، نجد الدراسات تتابعت منذ سنواتٍ طويلة على أنّ الدرجات الدراسية في كليّة الطب لا تضمن بشكلٍ كافٍ الأداء الجيد من الطبيب في برنامجه الطبيّ التدريبي (٥). كما استخلصت عدة دراساتٍ أنّ الدرجات المرتفعة في اختبارات القبول الطبية الأمريكية مرتبطة -في الأغلب- مع الأداء الجيد في الاختبارات النظرية خلال برامج التدريب للأطباء المقيمين، وليس مع الأداء الفعليّ للطبيب المتدرب خلال تدريبه (٦،٧،٨). فالكثير من القائمين على هذه البرامج الطبية يُرجِّحون كفّة الطبيب صاحب الشخصية المميزة والأداء الأكاديمي المتواضع على نظيره المجتهد لكن بصفاتٍ شخصية أضعف (٩). وأحيانًا، يكون الذكاء في التواصل الإنساني هو العامل الأساسي في استمرار الأطباء المتدربين في برامج الزمالة (١٠).

ماذا عن الطلَبة الحالمين بالتخصّص في الطب النفسي؟

قبل عدة سنوات، بُحِث في هذا الأمر على المتقدمين للقبول في برنامج الطب النفسي في جونز هوبكنز، فكانت أكثر العوامل التي رجّحت خيَارهم هي عوامل غير طبية؛ منها: البُعد الفلسفي لطبيعة المجال، والتمرُّس في الأساليب المختلفة لمدارس العلاج النفسي الكلامي، والهَيبة المستوحاة من أرث القسم وعُمقه (١١). وفي كندا، عُمِلت استبانة على الأطباء المتدربين في مجال الطب النفسي، وعند سؤالهم عن سبب اختيارِهم للتخصص، أتت النسبة الكبرى من الإجابات متفقة على أنّ مُمارسة العلاج النفسي الكلامي هي السبب الجوهري لكونهم أطباء نفسيين (١٢). والأمر كذلك ينطبق على ثقافاتٍ أخرى مقاربة نسبيًا لثقافتنا، حيث عُمِلت دراسة على أطباء زمالة الطب النفسي التركية، وكانت إجاباتهم الأبرز حول سبب اختيارِهم للتخصص تميل إلى الاهتمام بالبُعد الإنساني، بالإضافة للأبعاد الاجتماعية والعلائقية كذلك (١٣).

التشييء و الطب النفسي

حين نتتبع أصل الإشكال المتعلِّق بمعايير الدخول في مجال الطب النفسي، سنجد عدة أسباب، من أهمّها: تحييد المجال عن مسارِه المختلف لطبيعة العِلَة النفسية، وإرغامه كبقية التخصصات الأخرى على المسار العضوي، وتفسير الظواهر من المنظور البيولوجي. هذا الإرغام يعود لتاريخ الطب النفسي المتنقِّل بين كراسي التفسيرات العضوية والنفسية وخلافه. لكن هنالك أسباب أخرى لا تقلّ أهمية، منها أنّ مجالنا ممتلئ أكثر مما ينبغي بـ«التشييء Objectification»، فهناك نزعة لتشييء وتأطير المعاناة الإنسانية؛ بجعل كل ما يخصّ الاعتلال النفسي تحت معايير وتقسيمات محددة. هذا إرغام للتجربة الإنسانية -العائمة بطبيعتها- على جعلها أمر نستطيع إمساكه بالقوة، والتصديق بأننا قمنا بالإمساك بها بمعاييرنا وجداولنا التشخيصية، وبالرغم من اتفاق معظمنا على أنّ توضيح تعقيدات التجربة الإنسانية لا يمكن تحقيقه عن طريق مسح الدماغ أو اختبارات الدم وحدها، إلاّ أنّ هذا التشييء القسري للمعاناة الإنسانية صنعت بشكلٍ غير مباشر موقفًا متشكِكًا تجاه قيمة الذات المنفردة للنفس الإنسانية لكل واحد منّا. هذا الموقف المتشكّك تجاه التجربة الذاتية هو انعكاس واضح لرفضنا الغير منطوق لِما نحن عليه الآن، خاصةً على المستوى المشاعري/العاطفي في علاقتنا مع مرضانا عامةً، والدخول لمنطقةٍ أكثر عُمقًا من ذوات مرضانا في المجال النفسي بالخصوص؛ هذا المشهد كلّه صنع حالة عاطفية لدى العاملين بالمجال الصحيّ، اصطلح البعض على تسميتها بـ«اللاّمفرداتية المهنية professional alexithymia»، حيث المشاعر في داخل العلاقة -بين المُمارس الصحيّ والمريض- أمرٌ لا يتمّ التطرّق له أو معالجته، بل غالبًا ما يتمّ التحذير منه (١٤).

أثر التشييء على معايير القبول في برامج الطب النفسي

في كثيرٍ من الأحيان، يستلزم تشييء الأمور تشييء كل ما يلتصق بها؛ فإن جُعِلَت المعاناة الإنسانية أمرًا مُشَيَّء ومُوَحَّد بإطارٍ طبيّ بحت؛ دُفعت المؤسسة الطبية ذاتها إلى تشيء مَن يدخلون في المجال ويُمارسونه. لذا، إن كان علم الطب في جُلّه لا يستسيغ بسهولةٍ الظنيّات والأمور العائمة ومن خلفه الأمور الإنسانية البحتة الأكثر لزوجة وصعوبة في إدراكها، حينها من الطبيعي أن لا يكون لمعايير دخول مجال من مجالاته الكثير من هذه الأمور الظنية ولو كان هذا المجال في أغلبه مبنيّ على أمورٍ ظنيّة كمجال الطب النفسي. وهذا الأمر متعدّي لِما بعد الدخول لبرامج التدريب الطب النفسي في الآليات والمُمارسات. بمعنى، إن كان التمعّن في الذات الإنسانية للطبيب المتدرب قبل دخوله للمجال هو أمرٌ لا يستحقّ أن نخصص له معايير مُعتبرة في القبول لدخول برامج التدريب للطب النفسي، حينها لمَ تكون الذات الإنسانيّة لمرضانا مِن الأمور المُهمة، التي لا بدَّ أن ننظر إليها خلال فترة التدريب والمُمارسة؟

في دراسةٍ بولندية سُجِّلَت المقابلات التشخيصية لـ16 طبيبًا نفسيًا -مختلفًا- من مستشفياتٍ مختلفة مع مرضىً جُدد (بأعراضٍ اكتئابية) في عياداتهم، وقد لُحِظَ أنّ أسئلة الأطباء كان فيها نوع من الغياب للتعمّق في ذوات المرضى والسياق الاجتماعي لتصرفاتهم؛ ما أدّى لغياب معلوماتٍ مُهمة عن المريض (الإنسان) من ناحيةٍ وظيفية (١٥).

ما الحلّ إذن؟

لا أملك حلاًّ سِحريًا لكن المقالة بأكملها هي محاولة للتفكير عن أزمويّة هذه المعايير، ومحاولة من خلفها للإجابة عن السؤال الذي يتردد بشكلٍ غير نادر: «كيف وصلَ هذا الطبيب ليتخصَّص في المجال النفسي؟».

الحلّ بالتأكيد لا يكون بالانقلاب التامّ على المشهد الحالي؛ فالمشهد الحالي هو أمرٌ تمّ الاضطرار له لسياقاتٍ منطقية وغير منطقية، وهو كذلك أمرٌ لا بد من تعديله وتحسينه، وهذه المعضلة بالمناسبة يتشارك فيها كلّ المعالجين النفسيين سواءً كانوا أطباء أو أخصائيين نفسيين وربما الوضع عند الأخصائيين أكثر مأساوية في معايير مَن دخل ديارهم. التدريب ذاته عليه الأمل بأن يكون هو الحلّ لهذه الخانات الإنسانية الفلسفية التي لم يتمّ قياسها خلال معايير قبول البرامج الطبية، الأمل في أن يكون التدريب ذاته هو الحلّ هو أمل منطقي والتدريب يهذّب المصائب الكبرى ويحسّن الإيجابيات العظمي، لكن الأزمة في صغائر الزلل من شخصيات المتقدِّمين للتدريب، والتي من الصعب قياسها أو حصرها وتجاهلها إن تكاثرت في ذات الشخص.

هذه المقالة دعوة لتحرير معايير قبول الأطباء لبرامج تدريب الطب النفسيّ، التي تمّ التشديد في تقنينها على أُسسٍ طبية بحتة، وكذلك دعوة لإعطاء مساحة أكبر وأرحب في ثُقل المعايير التي تقيس الجوانب الغير طبية والمُهمة في شخصية الطبيب النفسي؛ فعلى سبيل المثال -حسب تجربتي الشخصية بالعمل الطبيّ في السويد وأستراليا-، يوجد هناك ثقل أكبر في معايير القبول لرسائل التوصية الموجودة في السيرة الذاتية لذات الطبيب الراغب بدخول برنامج التدريب -ونحن هنا نتحدث عن رسائل التوصية أو التزكية التي تُمنح لمَن يستحقّ، إذ يكون لها ثقل في المجتمع الطبيّ المحلّي، وليست رسائل النسخ واللصق-، عند تقديم هذا الطبيب لبرنامج تدريب الطب النفسي، يكون هناك مراجعة وتواصل مع أصحاب هذه الرسائل. في كندا عُمِل تقييم لمعايير القبول لبرامج الطب النفسي وشارك في التقييم رؤساء برامج تدريب الطب النفسي، وكذلك الأطباء المتدربين (١٦)، اتفق الطرفين أنّ ذات المقابلة الشخصية قبل الدخول لبرنامج تدريب الطب النفسي، وكذلك رسائل التوصية هما أهمّ عاملين في أن تكون المُدخلات على برامج التدريب على كفاءةٍ جيدة ليس فقط من الناحية الطبية.

ما الرابط بين أغنية طلال مداح والمقالة؟

بالعودة إلى موقف الحالة الطارئة على متن الطائرة، نجد قلق الأطباء يكمن في أنهم ليسوا على نَفس القدر من التدريب والثقة للتعامل مع هذه الحالات، وربما الأطباء النفسيون يملكون النصيب الأكبر من هذا القلق -وأنا هنا أتحدث عن نفسي-، إذ قد يبدو مضحكًا وملفِتًا في ذات الوقت أنّه بالرغم من المعايير الطبية المتزاحمة في اختيار الطبيب المتدرب لدخول برامج التدريب للطب النفسي، إلّا أنها لن تكون ذات ثقل كبير في محتواها المعلوماتي خلال مسيرة الطبيب النفسي بعد تدريبه (لا شكّ من فائدتها في قياس القدرة العقلية لذات المتدرب)؛ لذا عندما أصعد درج الطائرة تخطر في ذهني ثلاثة أمور: أوّلها، أين بطاقتي لدخول الطائرة لأتذكّر مكان مقعدي. وثانيها، أغنية طلال مداح البديعة في سُلَّم الطائرة حين بكى رغمًا عنه لفراق أحبّته. وثالثها، دعواتي بأن لا يكون هناك حالة طبية طارئة خلال الرحلة، وإن حدثت ألّا أكون الطبيب الوحيد على متنها؛ لكي لا يكون البكاء على سُلَّم الطائرة وفي داخلها أيضًا.

المراجع

1- [Russell Peters]. (2020, December 10). Russell Peters | Doctor vs. Psychiatrist [Video]. Youtube. https://www.youtube.com/watch?v=K3Xo0Yu56Dc
2- Felix, R. H. (1964). The image of the psychiatrist: past, present and future. American Journal of Psychiatry, 121(4), 318-322.
5- Wingard, J. R., & Williamson, J. W. (1973). Grades as predictors of physicians’ career performance: an evaluative literature review. Journal of medical education, 48(4), 311–322.
6- Wood PS, Smith Wl, Altmaier EM, et al: A prospective study of cognitive and noncognitive selection criteria as predictors of resident performance. Invest Radiol 1990; 25:855–859
7- McDonald JS: Performance of residents in anesthesiology as related to measures of personality and interests. Psychol Rep 1991; 68:979–994
8- Smilen SW, Funai EF, Bianco AT: Residency selection: should interviewers be given applicants’ board scores? Am J ObstetGynecol 2001; 184:508–513
9- McDonald JS, Lingam RP, Gupta B, et al: Psychologic testing as an aid to selection of residents in anesthesiology. Anesthesia & Analgesia 1994; 78:542–547
10- Hojat M, Borenstein B, Veloski JJ: Cognitive and noncognitive factors in predicting the clinical performance of medical school graduates. J Med Educ 1988; 63:323–325
11- Davydow, D., Bienvenu, O.J., Lipsey, J. et al. Factors Influencing the Choice of a Psychiatric Residency Program: A Survey of Applicants to the Johns Hopkins Residency Program in Psychiatry. Acad Psychiatry 32, 143–146 (2008).
12- Hadjipavlou, G., & Ogrodniczuk, J. S. (2007). A national survey of Canadian psychiatry residents’ perceptions of psychotherapy training. Canadian journal of psychiatry. Revue canadienne de psychiatrie, 52(11), 710–717. https://doi.org/10.1177/070674370705201105
13- Ozer, U., Ceri, V., Carpar, E. et al. Factors Affecting the Choice of Psychiatry as a Specialty and Satisfaction among Turkish Psychiatry Residents. Acad Psychiatry 40, 299–303 (2016). https://doi.org/10.1007/s40596-015-0346-5
14- Shapiro J. Does medical education promote professional alexithymia? A call for attending to the emotions of patient and self in medical training. Acad Med 2011; 86: 326–32
15- Ziolkowska, Justyna. (2012). The objectifying discourse of doctors’ questions. Qualitative analysis of psychiatric interviews. Social Theory & Health. 10. 10.1057/sth.2012.8.
16- Ross, C. A., & Leichner, P. (1984). Criteria for selecting residents: a reassessment. Canadian journal of psychiatry. Revue canadienne de psychiatrie, 29(8), 681–686. https://doi.org/10.1177/070674378402900809
مررها   كن جزء من مجتمع مرّرها اشترك بنشرتنا.