استضافة المملكة بتنظيمِ وزارة الثقافة مُمثَّلة بهيئة الأفلام للدورة الـ4 للمهرجان السينمائي الخليجي في الرياض | بلقيس الأنصاري

تستغرق 10 دقائق للقراءة
استضافة المملكة بتنظيمِ وزارة الثقافة مُمثَّلة بهيئة الأفلام للدورة الـ4 للمهرجان السينمائي الخليجي في الرياض | بلقيس الأنصاري

«لقد أثبتت السينما بأنّ لها قُدرة فائقة على التأثير. واليوم من خلال هذا المهرجان؛ نتعاون جميعًا لتعزيز اسم الخليج العربي على الخارطة السينمائية العالمية». – صاحب السموّ وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود 

إيمانًا مِن أصحاب السموّ الملكي قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربية – حفظهم الله – بالدور المحوري لتعزيز أواصر الأخوَّة المشتركة، للارتقاء بصناعة السينما في المجتمعات المحليَّة، تحقيقًا لرؤية 2030؛ استضافة المملكة العربية السعودية بتنظيمِ وزارة الثقافة مُمثَّلة بهيئة الأفلام، برعاية صاحب السموّ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، الدورة الـ4 للمهرجان السينمائي الخليجي، بمشاركة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمعية السينما. وذلك في الفترة المُمتدة ما بين 14-18 إبريل 2024، في مقرِّ فندق فورسيزونز- برج المملكة، بمدينة الرياض. 

يُعد «المهرجان السينمائي الخليجي» المَحفل الثقافي الرائد في عرض الأفلام الخليجية المميزة، حيث أُقيمت الدورة الأولى في الدوحة 2012، والثانية في الكويت 2013، والثالثة في أبو ظبي 2016. فيما يحرص المهرجان دومًا على الاحتفاء بالوحدة الخليجية السينمائية بكلِّ أبعادها؛ باعتباره علامة فارقة في تاريخ السينما الخليجية.

اُستفتح حفل الافتتاح بكلمةِ صاحب السموّ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، ألقاها نيابةً عنه الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المخرج والمهندس عبدالله القحطاني، وجاء فيها: «ترجمةً لحرص قيادتنا الحكيمة على تعزيز سُبل التعاون بيننا؛ يعكس هذا المهرجان الارتباط الوثيق بين الطموح والاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون الخليجي، ويبرز دورها الكبير في تعزيز التبادل الثقافي، والتوسُّع في البُنى التحتية، واستلهام التجارب الناجحة، وتشجيع المواهب الخليجية على تقديم المزيد. لقد أثبتت السينما بأنّ لها قُدرة فائقة على التأثير. واليوم من خلال هذا المهرجان وغيره من المحطات؛ نتعاون جميعًا لتعزيز اسم الخليج العربي على الخارطة السينمائية العالمية؛ لنحكي قصتنا للعالَم حتَّى يَصل صوتنا إلى كل الأجيال». 

ثمّ ألقت مديرة إدارة الثقافة والسياحة والآثار بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عهود الهيف، كلمة توجَّهت فيها بالشكر الجزيل لمقام وزارة الثقافة السعودية وعلى رأسها صاحب السموّ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود «على الدعم المتواصل للسينما وصناعتها». وما ذلك إلاّ جانب من المبادرات الثقافية التي نُفِّذت مِن قبل وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي العربية، «وما هذا المهرجان إلّا انعكاسًا لاهتمام أصحاب السموّ الملكي قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربية – حفظهم الله – ولتجاربهم الثريَّة، في العمل الثقافي الحثيث». ناقلةً بذلك تحيَّات معالي جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. 

فيما اختُتم حفل الافتتاح بتكريم القامات السينمائية الخليجية؛ تقديرًا لمسيرتهم الفنيَّة. بدايةً بتكريم رمز من رموز الفن السعودي، الفنان القدير محمد الطويان. ومن الكويت القامة الفنية، الفنان القدير جاسم النبهان. ومن عمان الفنان القدير إبراهيم الزدجالي. ومن البحرين الفنان والمخرج القدير حسين الرفاعي. فيما كُرِّم من قطر المخرج والمنتج القدير أحمد الباكر. 

ولأنّ القصص تُكتب بالضوء؛ بالضوء نرى التاريخ، وبنوره نضيء دروب البطولة والأمجاد؛ لنصدح بالصوت عاليًا من أعماق البحر، لتستمرّ الحكاية: «نحن الضوء، نحن الخيال بلا حدود.. وهذه قصة الخليج للعالَم».   

ضمَّت الدورة الـ4 للمهرجان السينمائي الخليجي مشاركة 30 فيلمًا – تنوَّعت ما بين الروائية والوثائقية والقصيرة -، تتنافس على الجوائز المُقدَّمة من لجنة تحكيم المهرجان، التي ترأسها مخرج «فضيلة أن تكون لا أحد 2016» الكاتب والمخرج السعودي بدر الحمود، ولاحقًا ترأسها الفنان السعودي القدير إبراهيم الحساوي. بجانب أعضاء لجنة التحكيم التي شملت كل من: الفنان الكويتي خالد أمين، والمخرج والمنتج البحريني بسام الذوادي، والمخرجة والمبرمجة القطرية روضة آل ثاني، والفنانة والمنتجة الإماراتية نجوم الغانم، والفنان العماني القدير إبراهيم الزدجالي.  

بدايةً من السعودية، حيث شارك الفيلم الوثائقي الحاصد النخلة الذهبية من الدورة الـ9 لمهرجان أفلام السعودية: «قصة ملك الصحافة» للمخرج حسن سعيد، الذي يروي فيه مسيرة المُحِبّ للفنون الجميلة وللشِّعر، رئيس تحرير جريدة الرياض، تركي السديري، ودوره البارز في تطوّر الصحافة السعودية.

 بجانب الفيلم الذي عُرض في افتتاح الدورة الـ3 لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: «حوجن» للمخرج ياسر الياسري، المقتبس عن رواية إبراهيم عبَّاس الأكثر مبيعًا. والفيلم الذي عُرض عالميًا -للمرَّة الأولى- في الدورة الـ48 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وفي الدورة الـ3 لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: «هجَّان» للمخرج أبو بكر شوقي، الذي اُختير فيلمه: «يوم الدين» للعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي. وفيلم: «تحت سماء واحدة» للمخرج مجتبى سعيد، الذي اُختير كأفضل مخرج سعودي عام 2015، في برنامج: بعيون سعودية، على قناة MBC. 

ومن الكويت الفيلم الوثائقي: «السنعوسي وداعًا» للمخرج علي حسن، الذي تتبع فيه جانب من حياة العقل الذي أحدث ثورة في عالم الإعلام الكويتي، والذي ترجم الأفكار التي تخاطب العقول والقلوب على الشاشة وعلى المسرح. والفيلم المرشَّح السيناريو الخاصّ به لجائزة IWC Filmmak-er: «شيابني هني» للكاتب والمخرج د. زياد الحسيني، المُختار كأحد صُنَّاع الأفلام الجُدد في أرشيف أنتولوجي للأفلام في نيويورك. 

بجانب فيلم: «عماكور» للمخرج أحمد الخضري، أحد مؤسسيّ مجموعة كويت سينما 2011. والفيلم الذي يروي نضال الفنان التشكيلي محمود اشكناني ضد المرض: «زري» للمخرج حبيب حسين، وفيلم: «محتواي» للمخرج معاذ السالم. 

ومن الإمارات فيلم: «حجر الرحى» للمخرج  ناصر الظاهري، الذي وثَّق فيه سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله -، وحلمه الكبير لتأسيس دولة الإمارات.  بجانب فيلم: «فتى الجبل» للمخرجة زينب شاهين، الذي يعد الفيلم الطويل الأوّل لها، بجانب كونه مقتبسًا عن كتابٍ للأطفال بعنوان: «الصبيّ الذي عرَف الجبل» للدكتورة ميشيل زيولكوفسكي. والفيلم الحاصد عدة جوائز دولية: «سباحة 62» للمخرج منصور الظاهري.

ومن البحرين فيلم: «ماي ورد» للمخرج محمود الشيخ، الذي يعمل مخرجًا تلفزيونيًا في تلفزيون البحرين، ومديرًا تنفيذيًا في شركة فريم بوكس للإنتاج الفني. وفيلم: «صوت الريشة» للمخرجة مريم عبد الغفار، مؤسسة شركة بصمة للإنتاج الفني. 

ومن عمان الفيلم الحاصد لجائزة أفضل مخرج من مهرجان كادي السينمائي: «البنجري» للمخرج موسى الكندي، وفيلم: «غيوم» للمخرجة مزنة المسافر، الحاصد فيلمها: «تشولو» جائزة أفضل سيناريو من مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي 2014. 

بجانب عروض الأفلام القصيرة المتنوعة من دول المجلس، والتي شملت كلّ من: فيلم: «سندرة» للمخرج يوسف البقشي، وفيلم: «رؤية الوعد» للمخرجة إيفا داود، وفيلم: «عار» للمخرجة فاطمة المنصوري، وفيلم: «الموارد» للمخرج محمد العجمي، وفيلم: «عليّان» للمخرج خليفة المرّي، وفيلم: «عروس البحر» للمخرج محمد عتيق، وفيلم: «شريط فيديو تبدَّل» للمخرجة مها الساعاتي، وفيلم: «كبريت» للمخرجة سلمى مراد، وفيلم: «ثمّ يحرقون البحر» للمخرج ماجد الرميحي، وفيلم: «الخطَّابة أم سلامة» للمخرجة مريم العوضي، وفيلم: «جنَّة الطيور» للمخرج عبدالله الرئيسي، وفيلم: «صكّ الباب» للمخرج صالح ناس، وفيلم: «شهاب» للمخرجة أمل المفتاح. 

أقامت الدورة الـ4 للمهرجان السينمائي الخليجي، عدة ندوات وورش تدريبية بدايةً بندوة: «مهرجانات الأفلام في دول الخليج» بإدارة: سهى الوعل، شارك فيها كل من: الشاعر والكاتب أحمد الملا – مؤسس ورئيس مهرجان أفلام السعودية -، سلمان يوسف – مدير مهرجان صُنع بشغف للأفلام -، فاطمة مشربك – رئيس قسم مهرجان الشارقة السينمائي. 

حيث تحدث أحمد الملا – مؤسس ورئيس  مهرجان أفلام السعودية – عن تحديات المهرجانات غير المُمولة، وذكر أنّ «أخطر ما يواجه أيّ مشروع ثقافي هو الاستدامة»؛ لذا من المهم الأخذ بعين الاعتبار أهمية تنوّع مصادر دخل المهرجانات السينمائية، بجانب الانفتاح على الاستقلالية الاقتصادية للنموّ؛ لأن «الاعتماد على مصدرٍ واحدٍ سيء، والأخطر أن يكون فقط من الجانب الرسمي». باعتبار أنّ «تنوع الرُّعاة يقوي من المهرجانات السينمائية ويمنحها فرصة للانتشار، وكلَّما امتد ذلك ستكون هناك مكاسب متراكمة؛ لذا الأفضل للحالة الثقافية أن تكون مستقلة؛ حتى تستقل بقراراتها». 

وقدَّم في حديثه مقترحًا لأن يُقام المهرجان السينمائي الخليجي بشكلٍ سنويّ، بجانب إشارته إلى احتياجه للجنةٍ فنيَّة تُحسِّن من قيمته الفنيَّة، بالرغم من أنّ المهرجانات السينمائية لا تصنع المادة الفنية، بالإضافة إلى تنوّع ذائقة جمهورها، لكن «المهرجانات السينمائية مُتاحة للمغامرة، ويجب أن يكون هناك وعيّ بذلك أو ستُغلق». 

وختم عرَّاب السينما السعودية الشاعر أحمد الملا حديثه بـ«نحن بحاجةٍ ماسَّة لمهرجاناتٍ سينمائية أخرى في السعودية تتنوع ما بين الدولي والمحلي والاختصاصي.. إلخ؛ لأنّ إجماليّ عدد المهرجانات السينمائية في الخليج لا يساوي عدد المهرجانات السينمائية في مدينةٍ أوروبية واحدة. مدينة واحدة في أوروبا تحوي 30 مهرجانًا سينمائيًا، فيما لا تتجاوز المهرجانات السينمائية الخليجية عدد أصابع اليد». 

أمّا فاطمة مشربك – رئيس قسم مهرجان الشارقة السينمائي – فقد ذكرت بأنّ الدورة الـ4 للمهرجان السينمائي الخليجي، المُقامة في الرياض، تكمن أهميتها في كونها «مُبادرة مميزة لتعاون وزارات مجلس التعاون لدول الخليج العربي في احتواء السينمائيين؛ ما يساهم في تحسين جودة الأفلام، ويفيد صُنَّاع الأفلام في دول المجلس». 

فيما ذكر سلمان يوسف – مدير مهرجان صُنع بشغف – أهمية مشاركة المخرجين بشكلٍ خاصّ في المهرجانات السينمائية؛ «لأننا اكتشفنا أنّ مشاركة المخرجين تخلق زخمًا وأصداءً كبرى للمهرجانات السينمائية»، في إشارةٍ إلى أنّ أهمّ أساليب التسويق للمهرجانات السينمائية هُم صُنَّاع الأفلام أنفسهم. 

وندوة: «الأفلام المستقلة والميزانيات الصغيرة»، بإدارة: عبدالرحمن الغنام، شارك فيها كل من: الكاتب والمخرج مسعود أمر الله – المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي -، المخرج صالح ناس، المخرج داوود شعيل.  

حيث بدأ المخرج الكبير مسعود أمر الله – المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي – حديثه – مُشيدًا بالحراك السينمائي المحلي الكبير – بـ«السعودية بدأت من حيث انتهى الآخرون، العطش للسينما مختلف عن كل دول الخليج».

ثمّ ذكر أنّ جميع أنواع السينما ضرورية؛ لأنها تصنع حِراكًا سينمائيًا جماعيًا في المنطقة؛ ما يُحقّق التوازن لصانع الفيلم في نوعٍ معين من السينما؛ ومن ثمّ الثراء السينمائي. وفي حديثٍ عن تنظيم الدعم والتمويل ووضع الخطط المُسبقة لعملية الإنتاج، ذكر أنّ «صناديق الدعم تحتاج إلى مؤسسةٍ سينمائية لديها خطة واضحة لعملية الإنتاج، بحيث تُقدِّم خدمة عامة لصانع الفيلم، على المدى البعيد».  

مُشدِّدًا على الالتفات إلى أهمية بناء المشاريع السينمائية بشكلٍ تجاري بَحت حتى وإن كانت فنيَّة، وإلا سيكون هناك هدر وعدم وضوح رؤية، باعتبار أنّ «مهرجان كان السينمائي الدولي السوق الأكبر عالميًا لأفلام سينما المؤلف، حيث تُباع وتوزَّع ولها مردود مالي كبير جدًا»؛ لذا يجب أن يُبنى الفيلم من الأساس على أن يسترد أمواله. وذكر مثال ناجح على ذلك تجربة فيلم: «وجدة 2012» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، حيث تمّ بيع السيناريو مسبقًا لشركات التوزيع؛ وبذلك حقَّق الفيلم وصولاً ونجاحًا كبيرًا بالرغم من كونه فيلمًا فنيًّا. وهذه هي الموازنة السليمة لصناعة السينما.

وخَلَص عرَّاب السينما الخليجية المخرج الكبير مسعود أمر الله إلى أنّ «الاستدامة السينمائية الفعَّالة؛ تكمن في استعادة قيمة الإنتاج الفعليَّة».    

وندوة: «صناديق الدعم والتمويل المشترك»، بإدارة: محمد الوهيبي، شارك فيها كل من: الكاتب والمخرج عماد اسكندر – مدير صندوق البحر الأحمر-، فهد الصويان – مستشار هيئة الأفلام. 

حيث ذكر عماد اسكندر – مدير صندوق البحر الأحمر – أنّ «هناك جانر في السعودية». ولأنّ لدينا مخزون هائل من القصص العريقة؛ نحتاج إلى رؤية المنظور السعودي في القصة؛ باعتبار السعودية اليوم سوقًا سينمائيًا يطمح الجميع لأن يكون جزءًا منه. ولأنّ طبيعة صناعة الأفلام ليست فردية «يساهم التمويل المشترك في نجاح الفيلم. وكلَّما تعددت جهات التمويل؛ ارتفعت قيمة الفيلم». 

أمَّا فهد الصويان – مستشار هيئة الأفلام – فقد ذكر بأنّ أهمّ التحديات التي تواجهها صناعة الأفلام – كمشروع – على مستوى العالَم، تتمحور حول: المواهب، توفير الكاش. وذكر أهمّ الحلول – على المستوى المحلي – المتمثَّلة في: البنوك السعودية، الصندوق الثقافي؛ حيث يهدف التمويل لحلّ مشكلات التدفقات النقدية، بجانب تخفيف الدعم الحكومي من أجل استدامةٍ أكبر؛ لذا «الصناعة السينمائية مُتعبة وتحتاج إلى قلبٍ جامد، لكن يهوّن من كل ذلك قيمتها الفنيَّة على الشاشة».

وندوة: «تحديات إنتاج الأفلام المقتبسة من الروايات»، بإدارة: محمد راشد أبو علي، شارك فيها كل من: الناقد والمستشار الثقافي طارق الخواجي – أمين مكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الكاتبة والمخرجة هناء العمير – رئيسة جمعية السينما -، المخرج والكاتب والمنتج حكيم بالعبَّاس.   

حيث ذكرت المخرجة هناء العمير – رئيسة جمعية السينما – أنّ سبب غياب العديد من الأعمال المُقتبسة من الأدب المحلي يعود إلى أنّ «الإنتاج قد يستلزم فترة زمنية قد لا يتوفر التمويل لها؛ لأننا مجتمع لم نروِ قصصنا بعد، وأغلب أدبنا اللغوي يذهب دائمًا إلى حقبٍ أبعد».

بجانب ندوة: «مستقبل السينما في دول الخليج»، بإدارة: أحمد العياد، شارك فيها كل من: المخرج زياد الحسيني، المخرج نواف الجناحي، المخرج خالد الزدجالي. 

حيث تمحور الحديث حول أزمة اللحظة الراهنة التي تكمن في «مرحلة التوزيع في العالَم العربي ككل»، كما ذكر المخرج نواف الجناحي. واختتمت الندوات بندوة: «تجربة منصات العرض في الشرق الأوسط»، بإدارة: محمد الهليل، شارك فيها كل من: عبد الرحمن خوج – منصة نتفلكس -، دينا دحبورة – منصة شاهد. 

فيما تنوَّعت الورش التدريبية بدايةً بورشة: «فنّ كتابة وتطوير السيناريو»، التي قدَّمها المدرِّب والسيناريست محمد حسن أحمد، حيث ذكر بدايةً بأنّ «الفيلم خيارات المنتجين لا خيارات القصة»؛ لذا بالرغم من أنّ الفيلم الجيد هو الذي يُكتب له سيناريو جيد، إلاّ أن «ثقافة السيناريو ما زالت مُتدنيَّة». 

وما بين الرواية والفيلم ذكر أنّ السينما شيء آخر، حيث «تُقرأ الرواية بالبُعد السردي للخيال، فيما يضع الفيلم المُشاهد داخل الإطار». وكلَّما انخفض صوت الحوار في الفيلم؛ كان أفضل لصالح الصورة السينمائية، ويقول عن ذلك «أحبُّ المخرج الذي يُحوّل حواري إلى صورةٍ سينمائية». بجانب ذكره لأهمية الاعتماد على تقليل اللغة البصرية في الدراما مقارنةً بالسينما؛ «لأصالة السينما التي تضعك في اللحظة بشكلٍ أكبر». 

وباعتبار الذاكرة جزء أصيل من عمل الفنان، أشار إلى أهمية محاولة تقليل السيناريست من شخصيته في الكتابة. ففي السيناريو تكمن الأهمية ما بين صوت الشخصية وصوت الكاتب في التخلّي، لأن «كلَّما تتخلَّى؛ تصبح فكرتك أجمل».   

ولأنّ كل تجربة شخصية تؤثّر في الكتابة، ومن ثمّ في الحياة الفنية للصانع؛ يجب أن يكون السيناريست ذكيًّا في اختياره للمواضيع، وأن يختار كتابة فيلمًا يستطيع إنتاجه؛ «حتى لا يصطدم مع الجمهور بشكلٍ مباشر، بجانب تفاديه التكاليف الباهظة لذلك». والتأثير والدهشة الأكثر جمالًا في النصّ تُصنع من قبل الباحث؛ لذا «الباحث الجيد هو جزء من كتابة السيناريو». 

وما بين الفيلم الوثائقي والروائي، ذكر بأن ميزة الوثائقي أنه يضع المُشاهد – في المنتصف – في مكانٍ آخر ليعيش المكان، لكن «الوثائقي في الخليج إلى الآن بورتريه، إلى الآن لم نصنع فيلمًا تسجيليًا سينمائيًا؛ لأنّ الشارع لا يتحدَّث». 

فيما ختم السيناريست محمد حسن أحمد حديثه بنصيحةٍ إلى كل كاتب سيناريو: «تعمَّد الدهشة. اروِ قصتك، اصنع فيلمك. لكن إذا لم تُصدِّق المَشهد؛ يسقط الفيلم». 

بجانب إقامة ورشة: «كيف تصنع فيلمًا وثائقيًا مؤثِّرًا» التي قدَّمها المدرِّب عبدالرحمن صندقجي، حيث ذكر بأن «نوع الكاميرا في صناعة الأفلام لم يعد مُهمًا؛ المهم الآن زاويتك وقصتك». فيما اختتمت الورش التدريبية بورشة: «علاقة المؤلف الموسيقيّ بالمخرج السينمائي» التي قدَّمها المدرِّب محمد حدَّاد. 

اُختتمت الدورة الـ4 لـ«المهرجان السينمائي الخليجي 2024»، بتنظيمِ هيئة الأفلام، في مدينة الرياض، بحفلٍ ختامي اُستفتح بكلمة الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المخرج والمهندس عبدالله القحطاني، أشادَ فيها بالدور الذي تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي العربية في «مدِّ جسور الأفلام والسينما والقصص»، مُحييًا كل سينمائي وسينمائية ومبدع ومبدعة في خليجنا العربي. داعيًا بذلك إلى أن «نقطع عهدًا كسينمائيين على ألاّ ينضب فينا نهر القصص، وأن نُحيل سردياتنا الساحرة لأفلامٍ تحمل خليجنا العربي، إلى العالَم، الذي سيزداد جمَالًا – بالتأكيد – بقِصصنا وأفلامنا». 

فيما اختتمت هيئة الأفلام الاستضافة الكريمة بتقديم الجوائز المرموقة للسينمائيين، الذين صَنعوا الأفلام التي شاهدناها طيلة أيام المهرجان.

حيث حصد خالد الكمار جائزة أفضل موسيقى تصويرية أصيلة عن الفيلم السعودي: «حوجن» للمخرج ياسر الياسري. وحصد الكويتي د. زياد الحسيني جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه: «شيابني هني»، فيما حصد جيري  فاسبنتر جائزة أفضل تصوير عن الفيلم السعودي: «هجَّان» للمخرج أبوبكر شوقي. 

أمَّا جائزة أفضل إخراج فقد حُصدت من قبل الفيلم الكويتي: «شيابني هني» للمخرج د. زياد الحسيني. وحصد عمر العطوي جائزة أفضل ممثل من الفيلم السعودي: «هجَّان» للمخرج أبوبكر شوقي. فيما حصدت مريم زيمان جائزة أفضل ممثلة من الفيلم البحريني: «ماي ورد» للمخرج محمود الشيخ. 

وجائزة أفضل فيلم وثائقي حُصدت من قبل الفيلم الإماراتي: «سباحة 62» للمخرج منصور الظاهري. وحصد الفيلم العماني: «غيوم» للمخرجة مزنة المسافر، جائزة أفضل فيلم قصير، فيما توُّج الحفل بحصد الفيلم السعودي: «هجَّان» للمخرج أبوبكر شوقي، جائزة أفضل فيلم طويل. 

وذلك في سبيل تحقيق مستهدفات وزارة الثقافة، في أن تكون الرياض عاصمة الثقافة والسينما والإبداع. بجانب تحقيق التعاون بين المهرجانات السينمائية الخليجية، حيث قدَّمت الدورة الـ4 لـ«المهرجان السينمائي الخليجي 2024» نقلة نوعية في العروض السينمائية المتنوعة، ومشاركة العدد الأكبر منها مقارنةً بالدورات السابقة؛ ما يساهم في الارتقاء بقيمة الفنان والمبدع، الذي يترجم الحالة الثقافية السينمائية في الخليج، بجانب رواية القصص المحليَّة التي لم تروَ من قبل؛ من أجل نقل صورة الخليج السينمائية للعالَم، منذ أن كُنَّا وكان الرمل فينا والبحر، حتَّى «صِرنا الخليج، احنَا الخليج… هَلَا بالخليج». * 

الهوامش 

* مِن كلمات أغنية: «هلا بالخليج»، التي أدَّتها المغنية ريماز العقبي، في حفل افتتاح الدورة الـ4 للمهرجان السينمائي الخليجي، في مدينة الرياض، مساء الـ14من إبريل الجاري 2024.  

مررها   كن جزء من مجتمع مرّرها اشترك بنشرتنا.