«نتمنَّى أن تكون سنة مليئة بالسينما». – م.م عبدالله آل عيَّاف
لأهمية تطوير المواهب السعودية في صناعة الأفلام، وتمكينهم ضمن فريق دوليّ مكوَّن من خبراء ومحترفيّ صناعة السينما، وتحقيقًا لرؤية المملكة 2030، ولمستهدفات وزارة الثقافة بقيادة سموّ الوزير الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود؛ أقامت هيئة الأفلام حفلاً لتدشين أحدث مبادراتها المُمثَّلة في «برنامج كادر». وذلك بتاريخ 1 يناير 2024، في مقرِّ صالة موڤي سينما (البوليڤارد)، في مدينة الرياض.
بعد السَّلام الوطني، وبحضور عدد من صُنَّاع السينما ومُحبِّيها، استفتح الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، المهندس والمخرج عبدالله آل عيَّاف، حفل التدشين مُرحِّبًا بالحضور في بداية السنة، التي يتمنَّى أن تكون «سنة مليئة بالسينما».
حيث أعلن بدايةً عن تدشين النسخة الـ 4 من «برنامج صُنَّاع الأفلام»، وعن أحدث مبادرات هيئة الأفلام «برنامج كادر». انطلاقًا من الدور الريادي لهيئة الأفلام في دعم وتمكين المواهب السعودية في مختلف المجالات السينمائية، ومن ثمّ الرفع من المنتج السينمائي المحلي لينافس العالمي.
ثمّ في حديثٍ عن جهود وإنجازات هيئة الأفلام المُمتدة في كافَّة المجالات السينمائية، ذكر أنّ «الأفلام السعودية الأكثر نجاحًا في شبَّاك تذاكر السوق السعودي»، مشيرًا إلى نجاح فيلم: «سطَّار 2022» للمخرج عبدالله العراك، وفيلم: «مندوب الليل 2023» للمخرج علي الكلثمي. بجانب ازدياد الإقبال على الاستديوهات المحلّية وتشغيلها.
أمَّا في إطار دعم الأفلام، وتطوير البُنية التحتيَّة للإنتاج والتصوير، فقد ذكر أنّ الهيئة دعمت إنتاج عدة أفلام دوليَّة منها: الفيلم البوليوودي الذي عُرِض مؤخرًا في صالات السينما السعودية: «دنكي 2023» للمخرج البوليوودي راجكومار هيراني، ومن بطولة نجم بوليوود العالمي الكبير شاروخان. حيث صُوِّر الفيلم في مواقع تصوير لمدنٍ سعودية، كـ: نيوم، تبوك، جدة.
فيما اختتم الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، المهندس والمخرج عبدالله آل عيَّاف، كلمته، بالاحتفاء بوصول الفيلم السعودي للعالمية، حيث «أصبح للفيلم السعوديّ حضوره في الخارج»، في إشارةٍ منه إلى الأفلام السعودية التي شاركت في الدورة الـ 48 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، كـ فيلم: «هجَّان 2023» للمخرج أبوبكر شوقي، وفيلم: «ناقة 2023» للمخرج مشعل الجاسر، وفيلم: «مندوب الليل 2023» للمخرج علي الكلثمي.
بجانب عرض الفيلم القصير، الذي يستعرض إطلاق أحدث المبادرات لتطوير المواهب الوطنية؛ لأنّ ما يشدّنا هو الفيلم.. و«الفيلم قِصَّة، وقِصَّتنا فصولها كثيرة».
أمَّا المخرج والكاتب عبدالجليل الناصر، مدير عام تنمية القطاع وجذب الاستثمار في هيئة الأفلام، فقد بدأ كلمته بـ «برنامج صُنَّاع الأفلام، يهدف بشكلٍ أساسيّ إلى تمكين المواهب الوطنية»؛ بدايةً بنقل المعرفة والتدريب من خلال الفرص التدريبية التي ستعزّز من مهاراتهم السينمائية وتفتح لهم فرصًا في صناعة الأفلام؛ لأنّ «العِلم في مجال صناعة الأفلام هو ركن أساسيّ لا يتوقَّف»، إذ يجب على صانع السينما المحترف الاستمرار في التعلُّم طوال حياته؛ باعتبار السينما مُتجددة ووليدة اللحظة. ما سينعكس بشكلٍ مباشر على إثراء المحتوى المحلّي، باعتبار أنّ نقل المعرفة له أثر إيجابيّ على جودة المنتج المحلي، وهو «ما بدأنا نراه في الأفلام، التي أُنتجت مؤخرًا في المملكة»؛ ومن ثمّ المساهمة في تعزيز الاستثمار في إثراء المحتوى المحلي السينمائي، والرفع من صناعة الأفلام السعودية عالميًا. بجانب تعزيز الشغف لدى الجمهور العام بصناعة الأفلام، عبر إثراء المتدربين في مختلف مجالات الأفلام التي يتناولها البرنامج. ولأنّ صُنَّاع الأفلام الأفضل «مازالوا في مرحلة الاستكشاف»؛ اُعتبر هذا البرنامج مساحة لاستكشاف المواهب الجديدة في هذا القطاع.
ثمّ ذكر أبرز مستهدفات البرنامج في نسخته الحالية الـ 4، حيث تستهدف الهيئة 4000 متدربًا، مقارنةً بالنُّسخ السابقة، التي استهدفت 2400 متدربًا. بجانب تطوير 100 برنامجًا تدريبيًّا حضوريًّا، و50 ورشة عمل افتراضية، مقارنةً بالنُّسخ السابقة التي طوَّرت 60 برنامجًا تدريبيًا حول المملكة.
وفي مسَارات «الماستر كلاس، والدورات التدريبية» تحدَّث عن الـ 32 برنامجًا تدريبيًّا جاهزًا للاطلاق خلال شهريّ يناير وفبراير لهذا العام الجاري 2024 -حضوريًّا-، في كل من: الرياض، جدة، الشرقية، القصيم. حيث تمّ استقطاب أفضل طواقم العمل الذين عملوا على عدة مشاريع عالمية كبرى، في المجالات والمهارات -تحت خطّ الإنتاج- الأكثر احتياجًا في سوق العمل السينمائي، ومن ذلك: في مجال الإنتاج السينمائي، فيلم: 2019 Born A King للمخرج أغوستي فيارونغا، وفيلم: وداعًا جوليا 2023 للمخرج محمد كردفاني. وفي مجال المكياج السينمائي، سلسلة أفلام: Harry Potter 2001-2011، وفيلم: Dune 2021 للمخرج دينيس فيلنوف. وفي مجال الإضاءة وGrip، فيلم: Skyfall 2012 للمخرج سام ميندز، وفيلم: Spectre 2015 للمخرج سام ميندز. وفي مجال المؤثرات البصريَّة، فيلم: Red 2010 للمخرج روبرت شونتكي، وفيلم: Fantastic Four 2005 للمخرج تيم ستوري. وفي مجال المؤثرات الصوتيَّة، فيلم: Evil Dead Rise 2023 للمخرج لي كرونين، وفيلم: 1982 (2019) للمخرج وليد مؤنس.
وأوّل ورشة عمل نوعيَّة أُقيمت في الـ 8 من يناير الجاري، مع محمد كردفاني، مخرج الفيلم الذي أُنتج بإنتاجٍ مشترك ما بين السعودية والسودان: «وداعًا جوليا 2023»، الحائز على جائزة «الحُريَّة» من الدورة الـ 76 لمهرجان كان السينمائي الدولي، حيث نقل التجربة الكاملة للفيلم «منذ بدء الفكرة، حتَّى وصولها إلى مهرجان كان السينمائي الدولي والفوز».
أمَّا في مسَار «الإقامات الفنيَّة» -في النسخة الـ 4 من البرنامج-، فتستهدف الهيئة بدايةً: تحويل الروايات السعودية إلى نصوص (سيناريو)، باعتبار أنّ «الإرث الروائيّ في المملكة -مؤخرًا- بدأ ينمو بشكلٍ كبير وملحوظ». ومع النموّ المتزايد لقطاع الأفلام في المملكة أصبح هناك عدد من المُنتجين والكُتَّاب، الذين يستهدفون تطوير أعمالهم إلى نصوصٍ سينمائيَّة. بجانب تطوير النصوص من المسودة الأولى إلى النسخة النهائية. وإقامة الإنتاج، التي تستهدف النصوص التي تمّ تطويرها لكنَّها في حاجةٍ لتحويلها إلى مشروعٍ قابلٍ للإنتاج، ومن ذلك: تأمين المُنتجين، مواقع التصوير، التمويل، السينماتوغرافيّ المُذهل، وكافَّة أعمال الفيلم في عملية تطوير الإنتاج.. إلخ. وستُقام هذه الإقامات، في «معامل متخصِّصة لتطوير النصوص والمشاريع السينمائية، لتكون الأكثر نضجًا وجاهزية للإنتاج»، وذلك في مختلف مناطق المملكة: الرياض، الشرقية، العُلا، جدة؛ من أجل خلق «مساحة للتركيز، والخروج بمشاريع واعدة».
وبذلك يستهدف البرنامج «كافَّة سلسلة القِيمة في قطاع الأفلام»، من خلال نقل التجارب الواقعية اللّاتنظيرية واللاّمُبرمجة، بجانب التسويق للأفلام، والدخول للمهرجانات، والأرشفة لحفظ الإرث التاريخيّ للمملكة.. إلخ؛ لأنّ «التجارب العملية ستصنع فارقًا كبيرًا في تجربتنا، وفي نقل المعارف».
فيما تطرَّق إلى «برنامج الاستشارات»، الذي يعنى بخلق الفُرص لتقديم الاستشارات السينمائيَّة لصُنَّاع الأفلام من قبل خبراء ومحترفيّ السينما، ومن ذلك: الاستفادة من الموزِّع، الدخول لبرنامج التوزيع، اختيار المُنتج الذي يودّ صانع العمل التعاون معه.. إلخ.
بجانب عرض الفيلم القصير الذي يستعرض كواليس بناء المشهد السينمائي، إطار الدهشة الذي يَعلق بالأذهان، الذي «يبقى معانا، ونستذكره».
ثمّ تحدَّث المخرج والكاتب الناصر عن تدشين برنامج التدريب المهنيّ «كادر»، باعتباره أحدث مبادرات هيئة الأفلام، والذي يعنى «بتطوير المواهب السعودية في صناعة الأفلام، ضمن فريق من الخبراء والمختصِّين الدوليين»، ويستهدف صُنَّـاع الأفلام المحترفين والممارسين، بهدف توفير الفُرص التدريبية بالتعاون مع أبرز شركات الإنتاج العالمية، وتمكين حضور الكوادر الوطنية في السينما العالمية والإقليمية، وصقل المواهب السعودية وتعزيز تواجدهم في صناعة الأفلام العالمية.
من خلال التدريب الميداني الذي يستهدف تدريب 50 متدربًا وطنيًّا لمدة 21 يومًا، وذلك بالشراكة مع عدة شركات إنتاج سينمائية عالمية، في مجالاتٍ عدة، منها: الإخراج، الإنتاج، التمثيل، التصاميم، المونتاج، المؤثرات الخاصَّة، المكياج والشَعر، التأليف الموسيقيّ، مَشَاهد الحركة (STUNT)، المؤثرات البصريَّة، الكاميرا، الصوت في الإنتاج، الصوتيات-ما بعد الإنتاج، الأزياء والملابس، السيناريو.
وخَلَص مدير عام تنمية القطاع وجذب الاستثمار في هيئة الأفلام، المخرج والكاتب عبد الجليل الناصر -في كلمته-، إلى أنّ «برنامج كادر»، يعتبر «مساحة لإثبات الذات لجميع المُهتمين بالإنتاج الدولي»، حيث أنّ هناك مساحة كبرى للتعلُّم، بجانب الاحتياج الكبير في سوق العمل.. لذا لِمَن عَلَقت المَشَاهد السينمائيَّة في ذهنه وبَقَت، للراغب في الانضمام إلى الأبطال الذين صَنَعوا عالَمًا من الدهشة؛ «كادر معك يكمل المَشهد».
الهوامش