معادلة توازن!

تستغرق ٦ دقائق للقراءة

قد نقضي مدة طويلة من وقتنا محاولين فهم الآخرين من حولنا.. تصرفاتهم، شخصياتهم، صفاتهم، ردود أفعالهم وغيرها الكثير مما يخلق فوضى غير مبررة وتباين بين ما نفعله وبين ما نود فعله. لكن، أنت أولى بهذا الفهم والتفهم!

ليش؟

لأننا إذا فهمنا أنفسنا، نمط شخصياتنا، نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا تصبح الحياة أسهل وأكثر توازن بأشواط لأنك قد تمثل عقبة لنفسك بلا أدني وعي منك.. لذلك الوعي بالذات نعمة تمثل خارطة الطريق. فمثلًا تختار مسارًا لا يتناسب مع شخصيتك فيخلق مشقة لا مبرر لها أو تهمش نقطة قوتك حتى تفقد قوتها تدريجيًا، والأصعب أنك لا تفهم صفاتك الشخصية فيتولد لديك فكرة حول نفسك لا تمت للواقع أو ما يراه منك الآخرون بصلة..

أنت، كريادي أعمال مثلًا..

هذا النوع من الوضوح سيخدمك بشكل قد لا تتوقعه.. عندما تفهم مواطن قوتك وضعفك، ستستطيع بعدها موازنة الكفة. وخلق فريق عمل متناغم يغطي جميع الاحتياجات في المشروع بشكل يضمن نجاحه. لأن غياب هذه المعلومة عنك أو عن شخصيات الآخرين أشبه بارتداء نظارة ضبابية.. قد يكون كل ما حولك واضح لكنك لا تستطيع رؤيته! مما سيتسبب لك بخسارات بإمكانك تفاديها بسهولة، وبأدنى التكاليف!

لسنا كلنا رياديون أعمال.. لكننا طلاب؟

اختبارات نمط الشخصية ستساعدك في فهم إن كنت شخصًا بصريًا أم سمعيًا أو غيره.. مما سيساعدك في اختيار نمط مذاكرة يتناسب مع قدراتك! أو اختيار تخصص تناسب مع ما تود فعله لبقية حياتك.. فمثلًا شخصية اجتماعية سيناسبها دراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية كالعلاقات العامة أو الخدمة الاجتماعية لأنها في طبيعتها تحمل اتصالًا مباشرًا مع الآخرين وهذا ما يبرع به صاحب نمط الشخصية التالي.

لكن ذلك لا يعني اقتصار ما سبق من اقتراحات على نمط الشخصية المذكورة.

معضلة تغيير المسار المهني أيضًا..

لاحظنا في الآونة الأخيرة موجة كبرى من تغيير المسار المهني. وببساطة، هو شخص يرغب بتغيير مجال عمله بشكل لا يمت بعمله السابق أي صلة، كمثال: مهندس لمدة 10 سنوات قرر أن الهندسة لا تتناسب مع شخصيته ولا تجلب له السعادة أو حتى الراحة، فقرر أن يغير مساره المهني نحو تخصص أقرب لنمط شخصيته ويجعله يمارس شغفه بشكل أسهل.

الضبابية مرعبة، أليس كذلك؟

ليس كثيرًا، لأننا مسلحون الآن بعدة طرق ووسائل تجعل الرؤية أكثر وضوحًا.. نطلعكم اليوم على بعضها:

التأمل الذاتي

دائمًا ما يقال لنا "خلك على طبيعتك" أو "just be yourself" لكن كيف نعرف ذواتنا الحقيقية؟ أهم الأدوات التي نستطيع من خلالها اكتشاف أنفسنا وفهم ذواتنا هي: (التأمل الذاتي) والتي تعني القدرة على إدراك وتقييم عملياتنا المعرفية، العاطفية، والسلوكية وتحليل الأسباب التي أدت إلى حدوثها. أي أنها باختصار عملية عقلية تمكنك من فهم هويتك، ومعرفة قيمك والدوافع الكامنة وراء سلوكياتك ومشاعرك وأفكارك. فعندما نريد أن نكون أكثر وعيًا بأنفسنا نحن بحاجة إلى مراقبة وتحليل ما نراه ونشعر به بموضوعية قدر الإمكان حتى نتمكن من فهم الأسباب وراء ردود أفعالنا وتصرفاتنا بشكل أفضل. أيضًا، هي عملية تتطلب منك الصراحة مع نفسك الداخلية، وطرح سلسلة من الأسئلة مثل: "كيف ولماذا وأين ومتى ومَن؟" ما الذي تعلمته من تجاربك، وما يجب عليك أن تتجنبه، كذلك تقييمك للمواقف من حولك وهل كان قرارك صحيح أم خاطئ… وغيرها من الأسئلة المباشرة التي تهدف إلى ترتيب أفكارك وتساعدك على رؤية الموضوع من زوايا مختلفة. ومن طرق التأمل الذاتي هو سؤال القريبين من حولك ممن تثق فيهم عن نقاط قوتك التي يرونها فيك أو نقاط الضعف؛ مما يساعدك على تقويتها وتحسينها على أن لا تستقبل هذه الملاحظات بحساسية بل بتقبل ورغبة للتغيير.

أداة التحليل الرباعي SWOT

هي إحدى أدوات التحليل الاستراتيجي حيث تستخدم لتحديد 4 نقاط أساسية وهي:

  • القوة (Strength)
  • الضعف (Weakness)
  • الفرص (Opportunities)
  • التهديدات (Threats)

ويمكن استخدامها سواء على الصعيد الشخصي (الأفراد) أو على نطاق أوسع مثل الشركات، المنظمات، أو حتى المشاريع الناشئة أو المنتجات. كما يمكننا تقسيمها إلى قسمين وهما:

1.النقاط الداخلية: (القوة - الضعف)

أي الإيجابيات والسلبيات، فالإيجابيات هي ما يميزك كشخص عن غيرك في الفريق، أو إن كنا نتحدث عن شركة فنستطيع قياسها على الميزانية التي تعطيها أفضلية تنافسية بين الشركات الأخرى. أما عن نقاط الضعف فهي السلبيات التي تعيقك عن تحقيق أهدافك مثل العادات السيئة كالتأخير أو عدم المواظبة أو ضعف مهارات الاتصال وغيرها.. وعلى نطاق الشركات مثل التغير السريع في السوق الاقتصادي أو السمعة السيئة أو نقص الإمكانيات.

2. النقاط الخارجية: (الفرص - التهديدات)

وهي التي تؤثر على أداء الشخص أو الشركة، فالتهديدات من الممكن أن تكون شركة منافسة بنفس التوجه، أو شخص بمستوى قدراتك؛ أي كلاكما تتنافسون على فرصة الترقية تلك، أو المنافسة على مرتبة الشرف. ومن الممكن أن تكون التهديدات تتعلق بالحياة الشخصية أي أن مشاكلك تؤثر على أدائك في العمل أو العكس، حياتك العملية تؤثر على حياتك الشخصية. كما أن الفرص إذا لم يتم استغلالها فمن الممكن أن تتحول لتهديد أو نقاط ضعف، لذا ننصح دائمًا بانتهاز الفرص إذا كانت تتناسب مع إمكانياتك وقدراتك، فلا تنتظر الفرصة تأتيك على طبق من ذهب بل ابحث عنها.

اختبارات الشخصية

هي أحد وسائل تقييم بناء الشخصية الإنسانية، تطورت وتعددت المقاييس ولعلنا نذكر الأشهر منها:

1. اختبار أنماط الشخصية MBTI من مايرز بريغرز

نلاحظ في بايو العديد من مستخدمي تويتر أربعة أحرف قد لا نفهمها مثل INTP كل حرف هنا يشير لعلامة أو تصنيف للشخص، اختبار كهذا يغطي شخصيتك بشكل كبير ويعطيك انطباعًا عامًا يساعدك في فهم نفسك، طبيعتك، مواطن قوتك وضعفك، وما يجب عليك فعله. يخضع لهذا الاختبار 2.5 مليون شخص سنويًا، الجميل أنه توفر الآن باللغة العربية، استخدامه مجاني ولا يستغرق وقتًا طويلًا مكون من 36 سؤال ليصنفك كشخصية من ضمن 16 شخصية.

جاهز تضيفه في البايو؟

2. تقييم كلفتون لمواطن القوة (Gallup)

مقياس كلفتون يغطي 34 جانبًا إيجابيًا في كل إنسان، ويبرز أقوى خمسة جوانب وأكثرها فاعلية في حياة الشخص، وقد تماشى هذا المقياس مع أبحاث “هارفارد”، ودراسات “ماسلو” ليثبت أن خمسة مستويات تكفي لبلوغ الذروة وتحقيق الذات. كما اندفع مئات الدارسين إلى الدراسة العميقة في مخ الإنسان محاولةً فهمه كأكبر لغز عرفه التاريخ، ومزجوا بين التحليل النفسي وتقنيات تصوير المخ، فزادت الثقة في تطبيق المقاييس في العمل والتعليم وإدارة سلوكيات الإنسان في كل الظروف.

يتكون المقياس من أربعة مجالات رئيسية وهي:

1- التفكير الإستراتيجي (STRATEGIC THINKING): يركز هذا المجال على كيفية استيعابك وتحليلك للأمور والحالات التي تتعرض لها، ويرمز له باللون الأحمر.

2- تنفيذي (EXECUTING): يركز هذا المجال على طريقتك في كيفية جعل الأمور تحدث، ويرمز له باللون البنفسجي.

3- التأثيري (INFLUENCING): يركز هذا المجال على طريقتك في كيفية جعل الأمور تحدث، ويرمز له باللون البنفسجي.

4- بناء العلاقات (RELATIONSHIP BUILDING): يركز هذا المجال على كيفية بنائك وتوطيدك للعلاقات، ويرمز له باللون الأزرق.

تقرير واحد لا يكفي! يوفر لك مقياس كلفتون لمواطن القوة تقريران، تقرير مختصر يحتوي على أعلى 5 نقاط قوة والآخر تقرير يحتوي على 34 نقطة قوة وهذا التقرير هو شخصي ومُتعمّق، حيث يظهر لك ملفك التعريفي الشخصي بالكامل.

كيف أجرب مقياس كليفتون لمواطن القوّة؟

من خلال "توازن" المعتمد من مؤسسة (gallup) – فالوصول إلى توازن ما بين الروح والعاطفة والدماغ والجسد يُمكّن أيّ إنسان من اكتشاف صوته الداخليّ الذي يحوي بذرة نجاحه، ومن هنا انطلقت الفكرة. تقدم توازن جلسات استشارية بعد الاختبار، في حال وجدت ذاتك تحتاج إلى فهم أكبر، أو توضيح أكثر بإمكانك طلب جلسة استشارية تشرح لك من الألف إلى الياء كل ما ترغب بفهمه.

ليس على الصعيد الشخصي فقط! ما وجدناه مميزًا هو تقديمهم لجلسات استشارية خاصة بالمنشآت والشركات.. نحو فريق متناغم وخارطة طريق واضحة!

سجل الآن في الجلسة المجانية لورشة مواطن القوّة الخاصة بمجتمع مررها بالتعاون مع توازن.. واكتشف نفسك أكثر!

الأكيد، تعددت الاختبارات لكن نعتقد أن النتيجة واحدة…

أنت

فهم من نفسك وما حولك

 

= ثقة، خطوات ثابتة وصحيحة، نجاح!

ماذا بعد؟

بعد أن تتقبل نقاط ضعفك وتفهم نقاط قوتك، سيترك ذلك اختلافًا ملموسًا في شخصيتك وردود أفعالك. بحيث لا تلوم نفسك بشكل مبالغ فيه حين تعي أن موضوع ما لامس نقطة ضعف بالنسبة لك مما يجعلك أكثر حنانًا وتفهمًا لذاتك.. ومن الطبيعي بعد أن تتلقى هذه الصدمة أن تعمل على تقوية الجانب الضعيف بلا ضغط هائل أو غضب غير مبرر. نحو فهم أكبر.. وتقبل أكثر!

معرفتك، ليش ما تشاركها؟

لما تكون خابز، عارف وفاهم الموضوع، ليش ما تشاركه مع غيرك؟ الآن مع تطور التقنية صار سهل تقديم دورات الأونلاين .. لكن وين تقدر تبيع المحتوى أو التذاكر؟ سهلناها عليك في مررها.. سواء دورة حول التسويق، وصفات الطبخ أو حتى سوق الأسهم أو العملات الرقمية.. تقدر تعرض حقيبتك التدريبية من خلال منصتنا كمنتج رقمي وبكل بساطة.

تذكّر.. معرفتك لها قيمة؛ لا تتردد #مررها !

المصادر:

مررها   كن جزء من مجتمع مرّرها اشترك بنشرتنا.