لطالما كانت سلسلة أفلام the matrix تعيد هذه التساؤلات في أذهاننا… "هل نحن في واقع افتراضي؟ أم الافتراضي مجرد أوهام من نسج خيالنا؟" "هل كل ما نراه هو حقيقة؟ أم هو مجرد محاكاة للواقع؟"
من المؤكد أنك قد سمعت مسبقًا بمصطلح "نظرية المحاكاة"
تقول الفرضية بشكلها المبدئي: "أن الكون الذي نعيش فيه الآن هو واقع افتراضي ناتج عن كميات هائلة من الطاقة الحاسوبية بني وصمم من حضارة متقدمة عنا تكنلوجيًا."
قضى العديد من العلماء والباحثين وكذلك الفيلسوفين في محاولة لإثبات صحة هذه النظرية، ولكن لم يتمكن أحد من إثبات صحتها بشكل كامل.. حيث تعود جذور هذه الفكرة إلى زمنٍ طويل، فقد تطرق إليها أفلاطون على سبيل المثال، والفيلسوف الصيني جوانغ زي في "حلم الفراشة" ، وآخرها كان (إيلون ماسك) مؤسس شركة سبيس إكس، الذي قال في مؤتمر صحفي عام 2016 أن احتمالية عيشنا في واقع حقيقي هو واحد بالمليون.
يقول نيلز بور:” كل شيء نسميه حقيقي، ينتج من أشياء لا نستطيع أن نعتبرها حقيقية” كيف تثبت أن مشاعرك تجاه أمرٍ ما هي حقيقية؟ وهي بالأساس ناتجة من إحساس أو ردة فعل من موقف معيّن.. ردود الأفعال، المشاعر، الأفكار… جميعها أشياء غير ملموسة فلا يمكنك ضمان حقيقتها 100% كذلك الأصوات، الروائح.. فأنت تستطيع أن تشم رائحة القهوة، وتستطيع سماع الأصوات من حولك، ولكن الصوت والرائحة هي أشياء غير ملموسة أيضًا!
طرأ مصطلح حديث يدعى الميتا فيرس "العالم الماورائي"، وهو نقطة للتلاقي بين الواقع والعالم الافتراضي.. أي هو واقع معزز بالتقنية الحديثة حيث لا تكون حياتك واقعية تمامًا ولا افتراضية تمامًا! وأشبه ما يكون بالمحاكاة. عبر استخدام القفازات والنظارات الخاصة تمكنك من الشعور بكل شيء وأي شيء وكأنه "واقع"! تخيل عالمًا يمكنك فيه الذهاب إلى العمل وحضور الاجتماعات والحديث مع الزملاء وأنت لم تغادر منزلك حتى.. ولازلنا نسمع أخبار التجارة بأراضي افتراضية، وأمور ليست لها وجود مادي بحت مما جعل عدد كبير يعبرون عن قلقهم حول هذه التقنية، فقد تتحول حياة الناس إلى كابوس بشكل بطيء وهادئ. فنعيش في عالم لا يهتم فيه الشخص حول شكل منزله، ولا عمران مدينته بل حتى جيرانه ومعارفه سينسون شكل وجهه. حيث سيكتفي ببناء واقع غير واقعي، يعيش فيه طيلة اليوم ويعود للنوم ثم تتكرر الدائرة.
قد نجد العديد من الطرق الجديدة للتصور والتفاعل مع العالم من حولنا اعتمادًا على التكنولوجيا، التي بالمقابل تؤدي إلى انفصال أنفسنا أكثر عن واقعنا.
في الحقيقة، نحن نشعر بالأمان عندما نقول أننا نعيش ضمن يقين افتراضي.
بالمناسبة هل فكرت يومًا بآداب العالم الإفتراضي؟ ينسى الناس أنفسهم حين يتعاملون مع الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي لأسباب عدة.. إما أن يكون الشخص يختبئ خلف اسم مستعار لا يكشف هويته الحقيقية أو يغيب عنه أن من يقبع خلف الشاشات انسان.. مثله تمامًا! وكما نفعل بالحياة الواقعية من "آداب" يجب أن تنعكس في تعاملنا الإلكتروني أيضًا! ورغم انها "غير معلنة" أو "مصرحة" إلا اننا نستغرب عندما لا يلتزم بها الآخرون بل نستهجنها أيضًا.. نعرض بعضًا منها اليوم، ونأمل أننا نتفق جميعًا بجدوى وجودها..
آداب العالم الافتراضي #مررها
أولًا/ عامل الناس كما لو أنهم أمامك
ابدأ بالتحية، خاطبهم بلباقة كما لو أنهم يرون وجهك ويعرفون اسمك.
ثانيًا/ حاول الرد على الآخرين وإنهاء المحادثات
لا أحد يعجبه أن يكون "متجاهل" أو "معلقً" أليس كذلك؟ حاول بدء وإنهاء المحادثة بلباقة دائمًا..
ثالثًا/ رسالة واحدة فقط
ارسال اكثر من رسالة في وقتٍ واحد يكون مزعج للآخرين أحيانًا، كما لو أنك تجلس بجانب شخص وتتحدث في أذنه بطريقة متقطعة ومستمرة.. حاول أن تجمع كل ما تريد قوله في رسالة واحدة وإرسالها مرة واحدة.
رابعًا/ اختر الوقت المناسب
تحدث مع الناس في أوقات متعارف على أنها وقت "مناسب" للحديث، الحديث معهم فجرًا أو في أوقات عملهم قد يكون مزعج أحيانًا. فمنهم من يكون حان وقت نومه، أو مشغول في عمله.. ومنهم من لا يغلق التنبيهات فتتحول محاولات تواصلك إلى مصدر إزعاج. وكما نحب أن نتواصل مع الآخرين بتهذيب نود أن يتواصلوا معنا في أوقات مناسبة تساعدنا على أن نرد بكل لطف. تعلم دائمًا اختيار الوقت المناسب.
خامسًا/ حاول الابتعاد عن الخطوط الكبيرة أو ذات الألوان المزعجة
اختيار لون ساطع للنص أو حجم كبير جدًا او صغير جدًا يصعب القراءة على الآخرين، وقد يجعلهم لا يردون أحيانًا نظرًا لصعوبة وصول المعلومة.. خذها قاعدة.. كلما كانت رسالتك أسهل كلما كان الرد أسرع :)
سادسًا/ احترم قوانين وحقوق الملكية الفكرية على الإنترنت وللآخرين
وضح المراجع والمصادر المستخدمة، في حال اردت الاقتباس حاول الوصول لاسم الشخص، حسابه او اي وسيلة اتصال به.. استأذن منه وخذ موافقة قبل النشر. وتجنب السرقة العلمية للأعمال والأنشطة الإلكترونية التي تقدمها.
سابعًا/ لا تنشر أي شائعات أو معلومات غير كاملة أو خاطئة أو غير دقيقة
وهذا ينطبق على نفسك والآخرين، حاول أن تساهم بجعل الانترنت مكان هادئ وخالي من المعلومات المغلوطة.
ثامنًا/ لا تتطفل على حياة الآخرين
لا تبحث عن معلومات غير منشورة أو تسأل أسئلة شخصية، اكتفِ بما يشاركونه الناس ولا تطلب المزيد.
تاسعًا/ تذكر، خلف التطبيقات أشخاص وليس آلات
نتصور دائمًا اننا نتحدث مع رد آلي في حين شكوانا او رغبتنا في المساعدة، ويغيب عنا أن من يقبع خلف الشاشات إنسان يتأثر من طريقة حديثنا معه أيضًا.. كثير من الشبان والشابات يقضون الساعات في امتصاص غضب عميل، وقد يكون من اللطيف أن نراعي طريقة حديثنا معهم وأن نفرغ غضبنا بطريقة صحية لا تؤذي الآخرين.
عاشرًا/ الصديق الافتراضي حقيقي أيضًا..
نعم نتعرف على أشخاص من مواقع التواصل، وننسى أحيانًا أن لهم حقوقًا علينا كما أصداقؤنا بالواقع. أسأل عنهم في حال مرضهم، وتحسس حاجاتهم.. تواصل معهم باستمرار واعطهم ذات القيمة التي تود أن تعطى لك. عامل الناس كا تحب أن يعاملوك.
احدى عشر/ الفصل بين العمل والمرح
من الاحترافية ألا تشارك أمورًا شخصية أو مشاركات غير هادفة في منصات التواصل الخاصة بالعمل، كالنكت أو الأخبار التي لا تضيف للآخرين.. عوضًا عن ذلك شاركها في حسابك الشخصي.
اثنى عشر/ احترم المتابعين
متابعينك أشخاص حقيقيون لهم قيمة ومشاعر وكيان، احترم مشاعرهم ووجودهم، وتوقع أن مشاركاتك ذات تأثير عليهم.
ثلاثة عشر/ لا يتمتع الجميع بذات الحس الفكاهي
راعِ الاختلاف بين الآخرين، وتحسس قيمة ما تشاركه.. حاول أن لا تشارك منشورًا قد يؤذي أحدًا أو يجرحه. وتذكر أن كل ما تكتبه يؤخذ بجدية.
أربعة عشر/ لا تفرط في التفاعل
في حال وجود مشاجرة حاول ان لا تكون طرفًا فيها واكتفِ بالصمت إن لم تستطع تهدئة الوضع. الافراط بالدخول في المشاحنات والمهاترات قد توقعك في المشاكل.. تجنب الدخول في أمور كهذه من الأساس.
خمسة عشر/ حافظ على خصوصيتك
لا تشارك معلوماتك الشخصية، كرقم حسابك في البنك أو موقع منزلك وغيره من معلومات حساسة قد تعرضك للخطر.. تذكر دائمًا أن الانترنت مكان يستخدمه جميع أنواع الناس وقد تعود عليك هذه المشاركة بالضرر.
ستة عشر/ لا تشارك سوى ما يمثلك
لا تدعي المثالية، شارك ما تراه يمثلك ويعجبك.. لست مضطراً لمشاركة أمور لا تتفق معها لمجرد أنها أعجبت الجميع ولا "تركب الموجة" لأن الجميع يفعل. كن مميزًا.. كن نفسك.
سبعة عشر/ إن كنت لا تشعر بخير.. لا تشارك
أحيانًا حين نرد على الاخرين، أو نشاركهم في حال شعورنا بتعب نفسي أو وعكة صحية تكون مشاركاتنا مختلفة عن حينما نشعر بخير تمامًا.. وقد تؤثر هذه المشاركة سلبًا علينا وعلى الآخرين.. حاول أن تبتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي حين لا تشعر بخير، خذ قسطًا من الراحة أو افعل أمرًا يجعلك سعيدًا.. حاول أن تغير مزاجك بنفسك ولا تعتمد على الآخرين لفعل ذلك.
المصادر